ظهرت مهنة التصميم الداخلي نتيجةً لتطور المجتمعات وتعقد العمارة إبان التطور الصناعي، ففي الماضي كان التصميم الداخلي وتقسيم الفراغات يتم بشكل غريزي كجزء من عملية البناء، ومع مرور الوقت أصبحت تخضع للكثير من الضوابط والقواعد. في العصر الحجري وعلى الرغم من التركيز على الجانب الوظيفي والضروري للمنازل والتصاميم؛ إلا إنهم كانوا يزينون كهوفهم ببعض الرسومات التي يحفرونها على الجدران، وهذا الأمر الذي يقود إلى الاعتقاد بأن الاعتناء بالتصميم الداخلي للمنازل أمر غريزي وفطري يدل على ذكاء الإنسان وتميُّزه! وبناء على ذلك فإن الحضارات على مر التاريخ تُعرَف عن طريق الرسومات والزخارف التي تُزين المنازل والمعابد والمباني، وأصبح هذا الفن وسيلة لعرض المعتقدات وأسلوب الحياة، فلكل حضارة ولكل دين أسلوبه الخاص في توجيه التصميم الداخلي والزخارف لتتناسب مع معتقداته وسمات شعبه، والتصميم الداخلي في تلك الحقب كان على نموذجين: البسيط البدائي، وهو للعمال والطبقة الفقيرة، والمباني الفخمة والكبيرة وهي للحاكم والعائلات المالكة. وفي القرنين الثامن والتاسع عشر انتشر عصر الباروك الذي يتسم بالمبالغة الفنيَّة، وعصر الثورة الصناعية وعصر الآرت ديكو والفن الحديث، أصبح التصميم الداخلي علماً منفتحاً على الأشخاص جميعهم، العاديين والأغنياء عبر مجلات الديكور والأزياء وتأثر بالكثير من الثقافات وأصبح مزيجاً من عدة أنواع من الفنون، مما أدى إلى ظهور الشخصية والبصمة في التصاميم حسب كل مصمم وكل شخص. وفي القرن العشرين وما بعده، ظهرت الحداثة وما بعد الحداثة وأصبح المصممون وجوهاً مشهورة في المجتمع وأصبح التصميم الداخلي عملاً ومهنة تتميز بالتنوع والتطور المستمر عبر الأيام لا السنين.
...Copyrights BuildPlus 2022©. Desing By
goup dev